كيف سيتعامل البنك المركزي مع التوقعات الصادمة لسعر الدولار أمام الجنيه بالفترة المقبلة؟
استحوذت أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الجنيه، على الاهتمام الأكبر خلال الأيام الماضية، وسط حالة من الترقب لما ستسفر عنه التعاملات المقبلة، وما هي التغيرات المحتمل حدوثها في السوق، وذلك مع قرب اجتماع لجنة السياسات النقدية للبنك المركزي المصري، والمقرر عقده يوم 30 مارس الجاري.
وأصدرت عدة مؤسسات دولية توقعات جديدة بشأن مستقبل الدولار أمام الجنيه، وكم سيبلغ سعر العملة الأمريكية في ظل التطورات الأخيرة، ووصول سعر الدولار في العقود الآجلة إلى أكثر من 40 جنيها، وهو ما آثار العديد من المخاوف بشأن حدوث قفزة جديدة في الدولار خلال الأيام المقبلة.
رفع منتظر للفائدة
كما توقعت بنوك استثمار أن يتجه البنك المركزي في مصر، خلال اجتماعه الثاني لعام 2023، يوم الخميس المقبل، إلى رفع أسعار الفائدة بين 200 و300 نقطة أساس، في محاولةٍ منه لكبح التضخم، وجذب الأموال الأجنبية لواحدة من بين أكثر الدول الناشئة التي تواجه شحّاً بالسيولة الدولارية.
رؤية قاتمة
التوقعات الأكثر قتامة بشأن سعر الدولار، كانت من بنك «إتش إس بي سي»، حيث أصدر البنك تقريرا قبل يومين، سلط فه الضوء على التوقعات الخاصة بالجنيه المصري، وكيف سيكون وضعه أمام الدولار خلال الأشهر القادمة، لافتا إلى أنه من المحتمل وفق المؤشرات الحاية، أن يشهد الجنيه تراجعا كبيرا، ليتراوح سعره بين 35 و40 جنيهاً مقابل الدولار بمتوسط 37.5 جنيه للدولار.
وأرجع البنك ذلك لعدم حدوث تدفقات النقد الأجنبي المتوقعة، وسط تزايد الضغوط على العملة المحلية، وكان يتوقَّع البنك في يناير الماضي أن يصل متوسط سعر صرف الدولار إلى 32.5 جنيه، بحسب تقرير صادر عن البنك.
اقتراض 7 مليارات دولار
تقرير البنك جاء على الرغم من موافقة البنك الدولي على إطار شراكة قُطرية جديدة مع مصر للسنوات المالية 2023-2027 تحصل مصر من خلاله على تمويل بقيمة 7 مليارات دولار، حيث يتضمن الاتفاق تقديم مليار دولار سنويا من البنك الدولي للإنشاء والتعمير وحوالي ملياري دولار خلال فترة الشراكة بأكملها من مؤسسة التمويل الدولية.
وخفض البنك المركزي المصري قيمة الجنيه ثلاث مرات في العام الماضي، وتعتزم التحول إلى سعر صرف أكثر مرونة، في خطوات ساعدت في الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.
سوسيتيه جنرال
أما بنك سوسيتيه جنرال، فإنه توقع أيضا انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار بنسبة 10% بنهاية مارس الجاري، بحسب ورقة بحثية أصدرها البنك، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يتم خفض قيمة الجنيه في "المستقبل غير البعيد"، ومن المجتمل أن ينهي الجنيه الربع الحالي بنسبة 10% دون المستويات الحالية، عند مستوى 34 جنيها.
بنك كريدي سويس – والذي يعاني من أزمة كبيرة حاليا – أصدر تقريرا بداية الشهر الجاري، رجح فيه حدوث تراجع للجنيه خلال الفترة المقبلة، ليرتفع سعر الدولار في مقابله لمستوى إلى 35 جنيهاً.
وينتظر السوق حاليا التحركات المرتقبة من البنك المركزي المصري والقرار الذي سيصدره بشأن الفائدة، وذلك بعدما رفع أسعار الفائدة 8% (800 نقطة أساس) خلال 2022، سعياً لامتصاص موجة التضخم، ومن أجل جذب استثمارات الأجانب بالعملة الأجنبية لأدوات الدَّين الحكومية.